الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي كثير البكاء ولا يسكت مهما بذلت من محاولات، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره ثلاث سنوات، كثير البكاء خاصة قبل النوم، ويميل إلى العناد ولا ينام بسهولة، أحاول اتباع روتين معيّن، وقد ينجح لمدة أسبوع، ثم يعود إلى العناد مرة أخرى، عندها أضطر لتغيير الطريقة، وهكذا.

عندما يبدأ بالبكاء، لا يرضى أن يسكت بأي وسيلة، لا باللمس ولا بالتربيت (الطبطبة) على ظهره، ولا بالصراخ، ولا بأي طريقة أخرى، وقد تعبت جدًّا، وأعصابي تعبت من كثرة بكائه، علمًا أنه مشخّص بفرط الحركة، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولًا: مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه "Hyperactive and Attention Deficit Disorder (ADHD)" يمثل تحديًا كبيرًا للأمهات؛ لذلك فإن المحافظة على روتين يومي ثابت مثل مواعيد النوم والاستيقاظ، والوجبات، والأنشطة الرياضية، يمكن أن يساعد الطفل على الشعور بالأمان والاستقرار.

ثانيًا: من المهم الحد من المشتتات أثناء النوم، مثل الأجهزة الإلكترونية، الضوضاء، والضوء المبهر؛ بحيث تكون غرفة النوم هادئة ومظلمة، ومريحة قدر الإمكان.

ثالثًا: كما ذكرتِ في رسالتك؛ فإن (الطبطبة) والحضن أثناء نوبة البكاء مهم جدًا، فقد يكون هذا ما يحتاجه طفلك ليشعر بالأمان والراحة.

رابعًا: يجب تجنب الصراخ والتعنيف أو العقاب؛ لأن الطفل دون سن التمييز لا يفهم مفهوم الردع والعقاب، بل قد يزيد ذلك من توتره وعصبيته وبكاءه.

خامسًا: ينصح بالتحدث مع الطفل بهدوء وبنبرة أقرب إلى الغناء، وإخباره أنكِ هنا لدعمه ومساعدته، كما يمكن أن يساعد العلاج السلوكي من خلال المختصين، الطفل على تعلم مهارات التحكم في السلوك والتركيز.

سادسًا: من المهم أن يحصل كل من الأم والطفل على الدعم النفسي والمشورة، مما يساعد على تهدئة الأمور داخل البيت.

سابعًا: بالنسبة للأدوية، عادة لا يُنصح بها قبل سن ست سنوات، لكن يمكن عرض الطفل على أخصائي أمراض عصبية لوضع برنامج تأهيلي، يشمل تعلم مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين، مثل مشاركة الأطفال في الألعاب والتمارين الرياضية.

ثامنًا: يجب أخذ قسط كافٍ من النوم، وتنظيم أدوات اللعب؛ بحيث تكون الألعاب محدودة، وعدم الانتقال من لعبة إلى أخرى بسرعة لتجنب تشتيت انتباه الطفل.

تاسعًا: من الضروري التواصل مع المعلمين في الحضانة لتفهّم تصرفات الطفل، واتباع استراتيجية التعزيز الإيجابي من خلال تقديم المكافآت والمدح للسلوك الجيد، مع توجيهات واضحة دون صراخ؛ مما يساعد على تحسين السلوك.

عاشرًا: التغذية الصحية السليمة، والتأكد من عدم وجود فقر دم، أو نقص فيتامين (D) أمر بالغ الأهمية، ويمكن عمل فحص صورة الدم وإعطاء الطفل 500 وحدة دولية من فيتامين (D3) بعد وجبة الغذاء يوميًا.

وفقكم الله لِمَا فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً