باب ذكر السماء والسموات
قال: لما خلق -عز وجل- الماء ثار منه دخان فبنى منه السموات ، وتمت وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والأفلاك والملائكة في يومين بعد خلق الأرضين وما فيهن في أربعة أيام .
وقال أبو الخلد : والسماء موج مكفوف .
وقال كعب : السماء أشد بياضا من اللبن .
قال القاسم بن أبي برة : السماء بيضاء ، ولكن من بعد ترى خضراء .
وقال إياس بن معاوية : السماء على الأرض مثل القبة .
وقال الربيع بن أنس : السموات أولها موج مكفوف ، والثانية من صخر ، والثالثة من حديد ، والرابعة من صفر ونحاس ، والخامسة من فضة ، والسادسة من ذهب ، والسابعة من ياقوتة حمراء .
وذكر أبو الحسين أحمد بن جعفر : أن لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة ، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين أحدهما في ناحية الشمال ، والآخر في ناحية الجنوب .
ويدل على ذلك أن الكواكب جميعا تبدو من المشرق فترتفع قليلا على ترتيب [ ص: 184 ] واحد في حركاتها وتقادير أجرامها إلى أن تتوسط السماء ثم تنحدر على ذلك الترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعا دورا واحدا .
وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع أجرامها من البرد مثل الكرة ، ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوحد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب ، وكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة من الدائرة يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد ، فيدل على ذلك أن ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد كاضطرار أن تكون الأرض وسط السماء .


