السؤال
السلام عليكم.
أنا أبلغ من العمر 36 سنةً، تقدمت لخطبة فتاة أصغر مني، عمرها 19 سنةً، خلوقة، ولكن فارق السن كبير جدًا، وأخشى أن يسبب ذلك الفارق مشاكل في حياتنا الزوجية مستقبلاً، فما رأيكم؟
السلام عليكم.
أنا أبلغ من العمر 36 سنةً، تقدمت لخطبة فتاة أصغر مني، عمرها 19 سنةً، خلوقة، ولكن فارق السن كبير جدًا، وأخشى أن يسبب ذلك الفارق مشاكل في حياتنا الزوجية مستقبلاً، فما رأيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بدايةً: نسأل الله لكما التوفيق لما يحبه ويرضاه، وجزاك الله خيرًا على ثقتك بالشبكة الإسلامية.
أما بخصوص فارق السن:
فيجب أن ينظر له كأحد المعطيات؛ فبعد أن تجمع كل المعطيات الإيجابية والسلبية، ضع فارق السن في قائمة السلبيات إذا كنت تراه سلبيًا، والعكس صحيح، ثم قارن بين الإيجابيات والسلبيات.
علمًا أن فارق السن قد ينظر له إيجابيًا كمعطى من معطيات الاستقرار الأسري؛ فالزوج الأكبر سنًا من زوجته، يغلب على تعامله معها أسلوب الرعاية، والاحتواء، والعطف على الصغير، وعدم المؤاخذة، والصبر، والتحمل، وهي ستراه كبيرًا فتحترمه، وتطيعه، وتنقاد له، وتقتدي به، بعكس المتقاربين في السن الذين يغلب على تعاملهم أسلوب المنافسة، والندية التعامل بالمثل، والمشاحة بين الشركاء.
وكلما زاد الفارق في السن بين الزوجين، كلما مهد لماهية الزواج في الإسلام الذي يقوم على الولاية -ولاية الزوج على زوجته بصفته ولي أمرها-، وكلما تلاشى فارق السن بين الزوجين كلما سلكا مسلك ماهية الزواج الغربي، المبني على مفهوم الشراكة بين الزوجين -إلا من رحم ربي-، فمفهوم الشراكة بين الزوجين يعتبر معول الهدم الأول للأسرة؛ فالشراكة تفضي إلى المشاحة، والمشاحة تفضي إلى النزاع الذي يفضي إلى فك الشراكة بالطلاق.
والزواج يبنى على أساسين: احتواء الزوج، وتأقلم الزوجة، فكلما كانت الزوجة أصغر سنًا سهل عليها التأقلم مع زوجها؛ فالإنسان كلما كبر صعب عليه تغيير عاداته وطبائعه، كما أن الأم الصغيرة لها باع أطول في تحمل الأولاد، والقيام على شؤونهم وتربيتهم.
ونوصيك بجمع كل السلبيات والإيجابيات، والمقارنة بينهم، واستشارة الأهل، واستخارة الله الذي نسأله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، والزم الدعاء -أخي الكريم- موقنا بالإجابة أن يرزقك الله أسرةً صالحةً طيبةً، وذريةً صالحةً مصلحةً.
هذا، وبالله التوفيق.